حمدي رزق يكتب: «معركة كرامة»

10 أبريل 2018


نصيحة لوجه الله للواء أبوبكر الجندى، وزير التنمية المحلية، لسانك حصانك يا سعادة الوزير، توكيد النزاهة والشفافية لا يترجم أبداً بحَكّ أنوف النواب أو جدعها، ما يعنينى هنا ليس الدفاع عن الوزير أو التماهى مع غضبة النواب، لا ناقة ولا جمل، وفى الأخير عتب النواب على قد العشم فى رئيس الوزراء.

ما علينا، السؤال الذى غاب فى غبار «معركة الكرامة»، هل صدر فعلاً عن نفر من النواب الغاضبين توصيات بأسماء بعينها للتعيين فى الوظائف القيادية فى المحليات، أَوْلَى بالنواب المحترمين نفى حديث التوصيات من أساسه، لا البحث أين ألقاها الوزير فى الزبالة أو الفرّامة، أو احتفظ بها للذكرى!.

كان منطقياً ومتسقاً مع غضبة النواب الحميدة القطع بأنه لم تصدر توصيات عنهم من أساسه حتى يلقيها الوزير فى الزبالة، وأن حديث الوزير محض ادعاء، تطبيقاً لقاعدة «أحسن من الشرف مفيش»!.

ولو أقلتموه ضغطاً على رئيس الوزراء، أقله خرج اللواء أمام الشعب مبرأً من إثم الخضوع للتوصيات التى تترجم شعبياً «وساطات»، ولم يرهن التعيينات لقانون التوصيات، بل طبق قانون الأهلية والكفاءة.

غضبة النواب على اللفظ عادلة تماماً، وغضبتنا نحن قوى الشعب العامل مشروعة تماماً فى استمرارية التوصيات التى تعنى الوساطات، وهذا رأس الأمر وعموده وذروة سنامه.

فى غضبتهم- أخشى- اعتراف صارخ بارتكاب نفر منهم إثم التوصيات فى التعيينات فى المحليات، أليس حرياً بهم أن يشرحوا لنا ماهية توصياتهم التى تم إلقاؤها فى الزبالة (على حد قول الوزير)، وعليه يلزم توضيح من النواب الغاضبين مَن أوصى على مَن ولماذا؟

وبعيداً عن اللفظ المرفوض تماماً، نرجو بياناً للشعب الغلبان عن مجمل هذه التوصيات، لربما كان سعياً نيابياً حثيثاً فى خير البلاد، وتجاهلها الوزير المفترى!. ما يعنينى هنا، هل تلقى الوزير شخصياً من النواب توصيات شخصية بأسماء بعينها يرشحونها للمناصب القيادية فى المحليات، وهل ضغطوا الوزير لتعيين شخوص محددين لوظائف فى المحليات، والوزير ألقى بها على طول ذراعه؟

وهل هناك قانون أو عرف نيابى يبيح مثل هذه التوصيات فى التعيينات، وكيف وبأى حق يتطوع النواب بهذه التوصيات ويقطعون الطريق على مَن لا يملكون توصيات، وهل أصبحت الوساطات مجدداً سبيلاً للتعيينات؟

ألم نبرأ بعد ثورتين من هذا المرض العضال؟.. التوصية والوساطة هكذا مرض لا شفاء منه، لماذا تعود التوصيات والوساطات للظهور تفقأ العيون، ويغضب لها النواب لائمين رافضين حديث الوزير الجارح لفظاً للنواب؟ وحتى لا يجرح كبرياءهم النيابى مستقبلاً وزير لا يجيد الحديث السياسى المراوغ، لماذا لا يترفعون هم أصلاً عن التوصيات، ولماذا هم غاضبون من وزير لا يكذب عليهم ولا يتجمل ولا يتزلف قربى، وقال صريحاً إنه تلقى توصيات وألقى بها فى الزبالة، هل تفرق معهم أين استقرت توصياتهم؟!.

إنه لعجيب وغريب غضبة النواب على لفظ الوزير ولا يتحسبون لغضبة الشعب ممن يستحلون مواقعهم بالقرب من صناع القرار ليوصوا بتوصيات، ويقطعوا الطريق على محاولة حميدة لتسييد معايير الكفاءة والأهلية فى اختيار الوظائف فى المحليات.

مع احترامى للنواب جميعاً، وبينهم أصدقاء مقدرون، هذا ما يجب أن يتجنبه المحترمون لاحقاً، وساعتها من حقهم الغضب من افتئات الوزير بحديث التوصيات، وتصبح الغضبة على الوزير أنه قال فيهم ما هم منه براء، وليس لكونه ألقى بتوصياتهم فى الزبالة، وأخيراً هل المشكلة فى اللفظ أم فيما وراء اللفظ من توصيات؟