كلمة وزير التنمية المحلية في اجتماع منظمة المدن الأفريقية

19 يونيو 2019


نص كلمة اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية خلال
اجتماع أعضاء شبكة النساء المنتخبات المحليات بأفريقيا REFELA التابعة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية
 
 
 
السيد جان بيير مباسي
سكرتير عام منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية
السيدات أعضاء شبكة REFELA
السادة الحضور
أنه لمن دواعي الشرف والسرور أن نلتقي اليوم في مصر وفي عاصمتها التاريخية القاهرة لنحتفل معاً ولنجتمع معاً حول رؤية مشتركة لتنمية مدننا الأفريقية يداً بيد في منظومة تعاون تؤكد فيها المرأة الأفريقية مجدداً أنها أحد ركائز نهضة مجتمعاتنا ومدننا.
لا يفوتني أن أخص بالشكر السيدة سيلستين كيتشا كورتيز التي أسهمت في رفعة شأن شبكة 
 
 
REFELA والمنظمة، متمنياً لها كل التوفيق في منصبها الجديد. 
السيدات والسادة الحضور،
لقد برهنت المرأة الأفريقية دائماً على أنها سنداً رئيسياً في تحقيق التنمية المستدامة، بما تملكه من قدرات ومعارف وما يمكن أن تضيفه لقارتنا بصفة عامة أو لعملنا المشترك في منظمتنا الجامعة بشكل خاص وذلك في ضوء ما يتميز به دور المرأة الأفريقية من خصوصية وتميز بحكم اقترابها ومعايشتها لكافة التحديات التي تواجه مدننا ومجتمعاتنا فهي تواجه تحدي الزيادة السكانية وتواجه التحديات الاجتماعية والموروثات المقيدة، والمشكلات الأسرية، الصحية، والاجتماعية والاقتصادية.
 
 
فالمرأة الأفريقية ليست فقط صاحبة قرار سياسي ولكنها رائدة اجتماعية صاحبة تجربة ومالكة للحلول من واقع ممارساتها العملية كمواطنة وربة أسرة وكذلك كمسئولة سياسية وقيادية يمكنها
اتخاذ القرارات الأقرب لحل قضايا ومشكلات المواطنين.
السيدات الأفاضل،
لقد أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي اهتماماً خاصاً بالمرأة الأفريقية بوصفها ركناً أساسياً من أركان نهضة القارة وصانع فاعل في مستقبلها، وانعكس هذا الاهتمام في العديد من المبادرات التي تبنتها مصر في عام الرئاسة، ولعل مشاركة السيدة مايا مرسي رئيسة
 
 
المجلس القومي للمرأة في مصر معنا ستتيح الفرصة لإلقاء الضوء على مكتسبات المرأة المصرية، وموقع المرأة الافريقية في أجندة مصر في عام الرئاسة الأفريقية.
اسمحوا لي والآن أن أشير إلى جهودنا في إطار منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية منذ قمتنا الثامنة في نوفمبر الماضي في مراكش بصفة عامة وفي إطار شبكة REFELA بصفة خاصة، فمنذ انتخاب محافظة القاهرة لعضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة ومحافظتي القاهرة والقليوبية لعضوية المجلس الأفريقي العام Pan African council، كما عملنا من ذلك التاريخ لانعقاد اجتماعات اللجنة التنفيذية في تشكيله الجديد
 
 
غدا بالقاهرة، كمساهمة وتأكيد على حرصنا على تقديم كل ما نستطيع من معارف وقدرات لرفعة شأن منظمتنا الجامعة، كما يسعدني بنفس القدر أن أدعوكم لتشاركونا احتفالية افتتاح مقر إقليم شمال أفريقيا والتي قررت قمة مراكش تشريف القاهرة باختيارها مقراً له، وأحي هنا جهود أخي محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال المتواصلة للانتهاء من المقر لنفتتحه معاً خلال فعاليات اجتماعاتنا بعد غد الأربعاء 19 يونيو الجاري، ونأمل أن تستفيد القيادات النسائية من دول الشمال وغيرها من هذا المقر ليصبح منبراً للحوار والمشاركة وتبادل الخبرات بين القيادات النسائية المحلية  الأفريقية كما هو أيضاً منبر لمدننا للتعارف والتفاهم وتبادل الخبرات وتقريب وجهات النظر والجمع بين الثقافات
 
 
والحضارات الأفريقية والتعريف بها بوصفها ركائز أساسية لنمو ونهضة مدننا ودولنا العريقة.
السيدات والسادة،
عملنا في وزارة التنمية المحلية ومنذ انتخاب مصر لعضوية شبكة REFELA في مراكش ممثلة في قيادة محلية نسائية مصرية بالمنظمة من خلال السيدة الدكتورة منال عوض – محافظ دمياط، وإذ أشكر لكم جميعاً هذا الاختيار فإنني أتطلع تمشياً مع قراراتكم في مراكش اتخاذ الإجراءات الإدارية وما تستلزمه من تعديلات في اللائحة الداخلية للشبكة بحيث تضمن فاعلية المشاركة المصرية في المستقبل وبما يمكنها من الانضمام للمكتب التنفيذي للشبكة عن إقليم شمال أفريقيا.
 
 
ويسعدني أن أزف لكم بكل سعادة خبر تأسيس الفرع المصري لشبكة REFELA والذي سيسهم في دعم مبادرات الشبكة على الصعيد القاري وفي إقليم الشمال وفي مصر اهتداء بمبادئ شبكة REFELA.
كما أتوجه بالشكر للسيد جان بيير مباسي السكرتير العام المتميز والنشط لمنظمتنا واتفاقنا منذ لقائنا الأول في مراكش حول ما يمكن لمصر تقديمه للمنظمة وأنشطتها، وعزز هذا التفاهم زيارته للقاهرة في مارس الماضي والتي أسفرت عن ما انجزناه من ترتيبات لافتتاح المقر أو لانعقاد الاجتماعات التنظيمية الحالية للمنظمة بالقاهرة، أو فيما يخص ترتيبات عقد مؤتمر المدن الأفريقية قاطرة التنمية المستدامة الذي سيعقد بعد انتهاء اجتماعاتنا بحضور
 
 
السيد رئيس وزراء مصر كإضافة منا واستفادة من وجود هذا التجمع الأفريقي المميز بكل الخبرات التي يشملها وبحيث تكون نتائجه نقطة انطلاق إضافية في سجل إنجازات المنظمة.
وخلال زيارة سيادته للقاهرة، قام السيد مباسي بزيارة محافظة دمياط التي ترأسها السيدة المحافظ الدكتورة منال عوض للتعرف على نموذج محافظة اختارت التركيز على منتج الأثاث فبرعت فيه عبر العصور وباتت مصدراً لتوفير احتياجات مصر والمنطقة والتصدير الخارجي للأثاث، بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي بادر بإنشاء مدينة دمياط للأثاث، مما جعل محافظة دمياط المحافظة الأولى في مصر من حيث قلة نسبة البطالة فيها،
 
 
وطرح سيادته أن يتم استيراد خامات تصنيع الأثاث من أفريقيا التي تزخر بأجود أنواع الأخشاب بدلاً من الاعتماد على الأسواق الخارجية المكلفة الأمر الذي يدفعنا للبحث خلال أيام عملنا عن كيفية تحقيق التكامل بين المدن الأفريقية سواء من خلال تبادل الموارد والسلع والخدمات أو من حيث انتقال الأفراد، أو في إطار إتاحة قدرات مدننا ومصانعها ومؤسساتها المختلفة للكوادر الأفريقية للتدريب فيها، وإتاحة المنح الفنية التدريبية على نطاق واسع، وتبادل الطلاب والمنح الدراسية في جامعاتنا الأفريقية التي حققت مراتب أعلى على الصعيد العالمي. وكلي ثقة أن السيدة محافظ دمياط ستنقل عبر نشاطها في الشبكة تجربة المحافظة الإنتاجية أو تجاربها السابقة في مواقع عملها اتصالاً بملف تشغيل المرأة
 
 
وتوفير مناخ آمن لحركاتها وتعزيز فرصها ومساواتها في مجتمعاتنا المختلفة، بالإضافة إلى خبراتها كسيدة في مجال الإدارة المحلية.
كما أود كذلك أن أعبر عن خالص شكري وتقديري للشقيقات أعضاء شبكة REFELA كافة لدعمهن ومساندتهن لانضمام مصر للشبكة.
ويسعدني أيضاً أن أنوه إلى أن أعضاء لجنة REFELA – Egypt سيطرحون أمامكم آمالهن وطموحاتهن وتصوراتهن للعمل المشترك معكم وفقاً لخطة العمل التي سيتبناها اجتماعكم، بالإضافة للمبادرات الثلاثة الهامة التي تم التوافق عليها في مراكش والخاصة بالآتي:
 
 
 
a. حملة مدن أفريقية بدون أطفال في الشوارع (وهي الحملة التي تم خلال اجتماعنا بمراكش وضعها تحت رعاية الأميرة للا مريم بالمغرب وأوصت بالبدء في ترويج وتنفيذ الحملة بهدف الوصول لنتائج ملموسة خلال قمة المدن الأفريقية القادمة بدولة كينيا عام 2021)؛
b. حملة مدن أفريقية بلا تسامح مع العنف ضد المرأة؛
c. مدن أفريقية داعمة للتمكين الاقتصادي للمرأة.
 
 
 
السيدات الأفاضل،
أشكر لكم حضوركم الكريم وأتمنى كل النجاح لأعمالكم وأتمنى أن تضيف اجتماعات القاهرة مزيد من المعار ف والتجارب والخبرات لإثراء عملنا المشترك وتعزيز دور المرأة القيادي على مستوى المحليات، من أجل رفعة شأن منظمتنا ومدننا ورفعة شأن دولنا وقارتنا الأفريقية العزيزة وشعوبها.